|| ليلكـ ||

موضوع: || ليلكـ || الأربعاء نوفمبر 18, 2009 2:43 am

أهواك بلا أمل و عيونك تبسم لي
و ورودك تغريني بشهيات
القبل
أهواك و لي قلب بغرامك يلتهب
تدنيه فيقترب تقصيه فيغترب
في الظلمة
يكتئب و يهدهده التعب
فيذوب و ينسكب كالدمع من المقل
في السهرة أنتظر و يطول
بي السهر
فيسائلني القمر يا حلوة ما الخبر
فأجيبه و القلب قد تيمه الحب
يا
بدر أنا السبب أحببت بلا أمل
||
ذكريات تعانق صباحها الأبيض مذيلة بقطرات
ندى..
على بتلات زهرة ليلكـ رقيقة
وشفافة..
تغلف أنفاسها برائحة الشذى الفواح..
تمد يدها الصغيرة بأصابعها
النحيلة..لترتب تموجات الغطاء على
جسمها النحيل البارد..
تتنهد ريما..
في حالة بين اللا وعي بتفاصيله
الحالمة
والوعي المحتوم ..
الأخير اُتهمت ريما
بالهروب منه !!
تحلق بعينيها اللوزية في ملامح غرفتها..
أنبوب
المغذي..يفترس معصمها الرقيق..
وأشياء أُُخر لا تثير انتباهها..
تبحث عن شيء
له..
تحاول أن تستخلص من الجمادات حولها أشياء تحدثها عنه ..

لتستحضر
ريما رحلتها في زورق بمجداف وحيد
لأننا عندما
نرهق الذاكرة والروح بالتفكير فيه..
يشاركنا هو اللحظة بمكالمة أو رسالة..
أو
وجود..
لتصعق هي بنشوة الحب
"تو كنت أفكر
فيك"..
ليكمل هو التجديف في نفس الإتجاه..

تطيل ريما النظر في عبوة المعقم بجانب السرير..
لتغرق
بزورقها وحيدة في شيء له من الذكرى نصيب..

بالعكس وقفتي كانت عفوية..
لا انتي
وقفتي تحت الجهاز علشان تلفتين إنتباهي..
مشعل
حرام عليكـ باللهي بـ أحط نفسي بها الموقف وأفشل نفسي علشان أقولكـ أنا
هنا..
ههههههههههه كل ماتذكرت شكلك ويدكـ على راسك بعد
ما سال المعقم فوقه..
يازينك ويازين عفويتكـ
يوه منك لاتضيع السالفة أنت قلت أني قاصدة؟؟وأتهمتني بها الشيء
ونسيت فيزياء الموقف..
أنه ماكينة المعقم مرتفعة مرة وأنا مستحيل اللبس صندل
عالي بالشغل..
يازيني مقروشة المرضى بصوت الكعب..
نرجع لسالفتنا بتسترسل الحين وبتكون هي شخصية العام..
لا تقاطعني الشيء الثاني جديدة بالمستشفى ومركزة مع
الإستشاري..
وشوي إلا اللزوجة اللي غطت راسي ..
أنحرجت كان ودي الأرض تنشق
وتبلعني..
تدرين عاد لما شفتك تضحكين بغيت أنفجر من
الضحك ياخبلكـ
الخبل جابته
أمكـ!!
هههههههههههههههه
أحبكـ
وأنا بعد أحبني(تقولها بدلع)

ريما : دكتورة عمرها 25 خريجة طب تخصص علاج الأورام
بالأشعة..

لما تعينتي عندنا بالقسم
أنبسطت مرة وفي نفس الوقت حسيت بالفخر
أن شابه سعودية وبها العمر تتعين بتخصص
جداً دقيق..
علاج الأورام بالأشعة..
كنت متوقع لما قالوا بيجي طبيب جديد
وسموا التخصص أنكـ رجال..
لاتذكرني شفت كيف طريقة
الأطباء اللي معي صراحة ما توقعت أنهم بيكونوا بها الجفاف في التعامل
عيونهم
تحكي بنت ماتعدت 25 سنة تتوظف وفي ها التخصص الدقيق..
يالله كنت أعاني غربة صعبة
في العمل ومع ذلكـ حاولت بقدر الإمكان مايأثر ها الشيء
علي..

بعد نقاش في غرفة الإستشاري ..
بأن مايكون تحت
إشرافها مرضى حالياً وأي مريض تتم معالجته عن طريقها يدرج تحت
إسم
الاستشاري..حتى تنتهي فترة ثلاثة شهور وبعدها يكون لها مرضى وحالات خاصة
بها..
حست أنه من الإجحاف هذي الطريقة ..أنتهت الأوامر بالإشارة
منه على
المكتب واللي كان فوقه 13 ملف..
وطلب منها دراستها خلال 4 أيام بالكثير..وبعدها
مناقشتها فيها ..
ريما وهي مسرعة شايلة ملفات المرضى ما أنتبهت للعامل اللي يشطف
الأرضية المبلولة بالماء
أنزلقت وطارت الملفات وطاحت على راسها .. وهروباً من
الموقف اختارت دور تجيده تأثراً من المسلسلات المصرية
سوت نفسها مغمى عليها وهي
تحدث نفسها (ياسخافة موقفي طيحتي غبية)
مشعل على
الإستقبال وشاف الطيحة الغبية وجاء يركض لقى الهندي ملتمس ما يدري وش يسوي
وهم
يحاولون يشيلونها فتحت عيونها والتقت بعيونه وقتها أبتسمت ريما بشقاوة
..

سمعتك تسمي علي أول ماطحت !!
الحمدلله
على نعمة النقاب تسوي اللي تبيه بدون مايدري اللي يشوفك..
يأني كنت مبتسمة
ذكرتني بأمي لما سميت علي..
أخ بس لو ماجاو شالوك
لغرفتك كنت بشيلك أنا
أعقل بس...

مشعل:
موظف استقبال وعضو بمجموعة التصميم بالمستشفى خريج معهد الإدارة
إنسان مفوه
وحكيم ومحترم يعامل الكل بلباقة ومرونة مبتسم وخدوم وكثير السلام..
تمثله قناعات
بعيدة عن أمثلة أو أعراف..ومحبوب من الجميع.. الاستشاريين
والأطباء يزورون مكتبه
لتجاذب أطراف الحديث معه في أوقات الراحة..
باختصار من الناس اللي يطبعون أثر
طيب بمعرفتهم وصعب
تنساهم..

||

وهي منغمسة في الشغل..
فجأة
صوت يشتت هدوءها..
تليفون المكتب يرن !!
يالوه.. السلام
عليكم..
وعليكم السلام ..(وهي تبتسم أخبرها الوه
بس يالوه؟؟)
معك مشعل من المواعيد..
هلا أخوي أي خدمة..
المريض محماس بن
جعفر فيه له موعد معك بكره على الساعة 2
المواعيد
مو تنزل على الجهاز؟؟
إلا بس كلمني ولده وقال أن
الوالد مايقدر يجي بكره,
وطلب مني أبلغك علشان الموعد مايفوته لأن النظام إذا
فاته ماياخذ غيره إلا بعد تحويل جديد وقروشة.
ماعندي
مانع ..ممكن طلب مو بس مناحي أي مريض عندي يتخلف عن موعده لظرف
ويأجله ساعده
بدون ما ترجع لي معطيتك الضوء الأخضر..
الله يجزاك
خير..وترى أسمه محماس !! وآسف أني أشغلتك
لا
بالعكس وقت العمل للمرضى ولـ مناحي ومحماس..وشكراً أنك بلغتني بالنظام.
لأن هذي
أورام ما تحتمل مماطلة في المراجعات والمواعيد,
معليش عندي سؤال فيه في القسم
مصممين بروشورات أو إعلانات؟؟
أيه فيه ثلاثة وأنا
رابعهم؟؟ كيف أخدمك؟؟
ودي إذا ممكن أطلع على
تصاميمكم اللي قبل علشان آخذ فكرة بس؟
أيه عادي دقائق
وتكون عندكـ إن شاء الله..
شيء ثاني..أخوي
مشعل!!
(متعجب ليش بترت المحادثة كذا يمكن هي من
النوعية اللي ماتعرف تنهي المحادثة زي الناس!!
بس أحسن لها ليش تآخذ وتعطي أحنا
بمكان عمل)
لا سلامتك.

ريمي ماتعرفين صوتكـ
يريحني ..ويخليني عفوي..ومآخذ راحتي
ما حسيت وقتها فيه حواجز أو مناصب..
لما
قلتي مشعل ..
من عذوبة نطقكـ للحروف حسيت انها من أبجدية ثانية غير اللي درسناها
مع الأستاذ درويش..
ههههههههههه أيه أبجدية خاصة
فيك أنت بس..
وأنتي؟
أنا ايش!!
ما حسيتي بشيء ؟؟ مثلاً
إشارة أو إللهام أننا نصلح نكون مع بعض؟؟
مو لهذي
الدرجة ههههههههههه وعلى طول..ياحماس أنت..
يافتح ونصر
الله
الصدق أنبسطت أن تليفوني دق أخيراً وكان لي
4 ساعات من داومت ماكلمت غير الممرضة
وكل كلامنا إنجليزي..طبعاً من غير الملفات
اللي جالسه تقرأني مو أقرأها لأنها أول تكليف لي..
فجأة أسمع صوتكـ أكيد طلعتني
من الجو اللي أنا فيه شوي..
بس!!
أيه!!
تستاهل محد قالك تتأخر
علي" دقائق وتكون عندك "(تقلد صوته) وكانت ساعات..

بحيادية يدق الباب
مع أنه كان مفتوح..
مشغولة؟؟ أجي بوقت ثاني..

لا بالعكس الوقت مناسب انتهى دوامي..(وهي تآخذ ملف
التصاميم
من يد مشعل) كنت متوقعة تجي بعد المكالمة على طول!!
لا بس توقعتكـ مشغولة مع المرضى وماجاء في بالي أرسله مع أحد لأني أبي
أسمع تعليقك عليها..
حصل خير..ماشاء الله حلوة
البرامج المستخدمة..
التصميم هذا رايق مرة أتوقعه فن التايبوقرافي
وهذا الخط
الخ....
(وهو متعجب يفك شماغه ويعدله)
و أخيراً فيه
دكتور يفهم للفوتو شوب..كنت اتمنى قبل اللاقي دكتور يفهم لها
الشغلات.
لهذي الدرجة زين أجل بعد أنا حققت لكـ
أمنيتك.(وهي مبتسمة)
(مو مصدقة لي نصف ساعة وأنا
مسترسلة عن الفوتوشوب نسيت نفسي واللي نساني شعور ما قدرت أقاومه
يذكرني بـ
عبدالله أخوي نفس طريقة كلامه.. يالله بهذي الراحة كأني أعرفه من قبل ..
أول
موظف آخذ وأعطي معه في موضوع مايتعلق بالأورام وحابه كلامي معه..
أرتحت له وهذا
أهم شيء)

يقطع سرحانها بسؤاله؟؟
أي
أمنية!!
كونك تقابل دكتور يفهم للفوتوشوب
والتصميم!!

(مبسوط مرة نفس الاهتمامات تكون عندها
بعد..
بس مو غريبة من أنثى هي با لأصل إللهام لأي مصمم ..
يالله عندي مشكلة
من أيام المتوسط الكل يقول كثير أسرح بس الحين حاس بغبطة أني سرحان
فيها وهي
تتكلم..يس والله وصار بيننا موضوع مشترك..)
صحيح يعني صرنا خمسة..نتشرف فيك
..
وانتهى الصراع وجولات الحديث النفسي..
الجولة الأخيرة وبالإجماع من
الطرفين أنه بالرغم من تناقض الواقع
فيه ملامح تجانس بينهم..

عموماً هذا إيميل المجموعة وإذا أحتجتي أي شيء ارسلي وأنا
بالخدمة..
تآمرين على شيء..
لا شكراً يعطيك
العافية.
بعدها كانت ريما تصمم وترسل على
مشعل علشان يعدل
أو يعلق..وترسم على كل كلمة تعليق منه وإطراء أنشودة
فرح..
وبشقاوة طفلة تضحك عيونها وهي تنتظر كل رد بفارغ الصبر..
تكيفت مع
شغلها وارتبطت بالمكان وخصوصاً الممر اللي يطل على مكتب مشعل..
وكانت تلفت
إنتباهه وبطريقة غير مباشرة علشان تقول له أنا هنا..
وجوده هون عليها أشياء
كثيرة كانت تحس بغربة إذا أخذ إجازة أو تغيب عن الشغل..
وتصمم على جهازها الخاص
بطاقة تعبر فيها عن هالشيء..
وبخلسة تطالع في صورته اللي سرقتها
بإذن منه لما
أرسل لها بطاقة معايدة قبل شهر..

||

مرت 3 أشهر..
ومشعل ينسق
مواعيد مرضى القسم وما يخلو يوم إلا وله مع ريمه
موعد بلا ترتيب مسبق
وبدون غرض معين إجمالاً كان يطمئن نفسه أنها موجودة
معه في المستشفى تتنفس
نفس الهواء ..وتحت نفس السقف..كانت ريما بالنسبة له شيء ممتع يصحى الصبح علشانه..
وفي نفس
الوقت ريما يوم عن يوم تتميز في وظيفتها وتتوسع
مهامها بعد ما أعترف لها الاستشاري إبراهيم
أنها وفي مدة قياسية فاقت كل
التوقعات وأكثر..خصوصاً بعد ما كرموا الفريق الطبي وإنجازاته ونشرتها
جريدة
الرياض وورد أسمها من ضمن الفريق..وطبعاً كل هذا بتنسيقها..كانت تلقي
ندوات..وتصمم
بعض التصاميم..واللي ساهمت وبشكل كبير في معرفة جهود القسم
ودوره..
صار الكل يسال عن الدكتورة ريما وصل
صيتها للأقسام الثانية..
وكُرمت أكثر من مرة..وأمتلى جدار مكتبها أوسمة وشهادات
تقدير..
ومشعل يراقب من بعيد..و أقرب لها في الفرحة من نفسها..
بعد كل تكريم
تلقى باقة زهور ليلكـ
وتفرح بالزهور أكثر من
التكريم لأن عندها اللي يشاركها ها الفرح..
وبقلب صادق وهذا اللي
يهمها..
علاقة ريما بزهور الليلكـ واللي كانت تعتمدها في تصاميمها..
..كانت بعد
ماتنتهي من أي تصميم توقع بـ ليلكـ..
أقترح عليها مشعل..هذا اللقب..
الأنثى ..أزهار ليلكـ
أشياء جميلة وصغيرة ومجتمعة تحمل من كل جميل جزء
أجتمعت لتكون هي..
ريما
كانت تلكـ الأنثى بإحساس مشعل..

ليلكـ : زهرة يرمز جودها إلى دفء الربيع..
كلمة ليلكـ.. ليلوكس
مشتقة من الكلمة الفارسية "ليلونج" والتي تعني الزهرة..
عُرِِفت بألوانها
البنفسجية والفوشية وبرائحتها المنعشة..

مشعل جاوبني بصراحه أنت حبيتني ولا تعلمت
تحبني..وش الفرق..
الفرق
كبير..أنت بس ركز معي تعلمت: يعني الإحتكاك يولد الشرر؟
وحبيتني: يعني من أول
نظرة على قولة أهل النيل؟
أنتي عارفه كم لي بالمستشفى
تقريباً 8 سنوات وموظف إستقبال وفي الواجهة يعني
تمر علي أشكال وأجناس والأرواح
جنود مجندة بس لما شفتكـ بكل أنانية حبيتكـ..
ومع الوقت تعلمت كيف أحافظ على
هالشعور ..
وكنت مبسوط بالاحتكاك وبـ الشرر..

محمد: صراحة أنا مستحيل أتزوج من المستشفى..أو أرضى زوجتي تشتغل
بالمستشفى..
مشعل: ليش..فيه موظفات محترمات..ويتزوجون
أطباء وغيرهم وما أثر هالشي عليهم..
لأن علاقتهم صحية وبنية سليمة..
بعدين شف
من أتكلم معه عن الاحترام أدج خلق الله ونص موظفات المستشفى يكلمهم..
حتى
المرافقات ماسلموا من شره بعد..
محمد:مو راد عليك على
الطاري ذكرتني ..
تعرف ريما الجديدة؟؟
( لما تكون فيه دكتورة متعينه
جديد بالقسم يصير أسمها فلانة الجديدة ليين تتعين دكتورة جديدة بعدها)
مشعل:وش فيها (وهو مسوي مو مهتم)
محمد:
تخيل أهلها بالشرقية وهي هنا بالسكن قبال المدينة الطبية تجي كعابي للعيادة من قرب
شقتها..
مشعل: الله يستر عليها وبعدين تعال تبي تفهمني
أن موقع شقتها عاجبك؟
ولا أن أهلها بالشرقية وهي هنا مالها سند..شوف يامحمد أنا
متحملك بس لأني أرحمك بس قسماً بالله لو تقرب من الدكتورة ريما
مايحصلك طيب..أنا
أعرف أبوها وأخوانها ( لماذا الشطحات يامشعل؟؟)
محمد:
لاتأول كلامي على كيفك ولايكثر يابو ريما وهو يضحك ويسحب شماغ مشعل على
وجه..
واللي كان يحاول يخفي خطوط إبتسامته وغميزاته اللي
طلعت..
بالرغم من كونه يمقت مراهقة محمد الا منتهية وبثارته
بس انه ينبسط
لاسمع أسمها وأنها صارت من الأشياء اللي تخصه..

التواصل بين مشعل وريما كان وقتها مقتصر على رسائل الإيميل
وكانت بينهم
محادثات على msn
بخصوص الشغل والتصاميم..واشياء بسيطة سطحية بدون التعمق..
في
الخصوصيات وكان هالشيء في وقت الدوام وبعده يكتفون بالرسائل
إذا كان هناك فيه
حاجة..

فاز القسم بأحسن تصميم وكرموا المجموعة..
وكان أول أنجاز
مشترك بينهم..كل سنة مجموعة مشعل تفوز
لكن هالسنة كانت المسابقة على قلب مشعل
واللي سلبته وفازت به ريما..
تفاجأ أنها مو
موجودة مع الحضور..
في قاعة المحاضرات كانت فرحته ناقصة
لما سأل الممرضة عرف
أنها مآخذة إجازة..
طالع بالساعة خمس أنتهى الدوام
كان الوقت متأخر على أنه
يجري معها محادثة ويقولها بالتفصيل عن اللي صار بالحفل..
رجع للبيت جلس على
الكمبيوتر وده يقولها..وعنده الجرأة ويحس من حقه..
ومد وجزر وتردد بين لاء وحدة
وأيه قد الوله اللي عايشه مشعل وقتها..
(فتح msn ) وأرسل لها ..

هلا ليلكـ..(أسمها بالأيميل)
كيفك
وكيف الأهل..
أتمنى تكوني بصحة وخير..
إجازة سعيدة..إن شاء الله
عندي
خبرية راح تبسطك..وأنتي تنتظرينها
أتمنى نتقابل على
msn..
مشعل..

كنت طالعه مع أهلي وحاسة
فيه فرح ينتظرني!!
لما رجعت وفتحت الإيميل لقيت رسالتك..
بغض النظر عن
المحتوى كنت سعيدة بأسم المرسل..
طبعاً إنتظرتك..
يمكن..أشبه وقتي معك بحبات
لؤلؤ ثمينة تنسل من العقد..
كل دقيقة معك لها حكاية..تتلخص في
اشتاق
قربك..

بدت المحادثة بين زهرة ليلكـ
يزين أسمها شاشته..
وفي الجهة الثانية مشعل..وفي كل مرة تقرأ اسمه على
خجل..
بعد ما خبرها مشعل بفوزهم في الفعالية..جلسوا يتكلمون ويناقشون
أشياء
ثانية..كانت مطلعة ومثقفة جداً وفي نفس الوقت يثيرها ذكاء مشعل..
ويشدها طريقة
نقاشة وإدارته للحوار..
زهرة ليلكـ :
(وهي تقطع نقاش
لسى ما أنتهى) مع السلامة بطلع..
مشعل:
(وهو
متنرفز) || ليلكـ || 139

فيه أحد قبلي قالك أنك ماتعرفين تنهين محادثة؟؟
زهرة ليلكـ:
إلا صديقاتي قبلك طيب ممكن تعلمني
كيف؟؟
مشعل:
لازم تكون فيه طريقة معينة أو مقدمة
تنهين فيها محادثتك أيا ً كانت مو شرط msn بس
يعني مثلاً تعطين نبذة مختصرة
تلمحين فيها أنه عندك شغل..وأن سوالفي ماتنمل
وأنه عندك ظروف..
أو تآمر على
شيء..بعدها أستأذني..مو مثل قبل شوي تقطعين النقاش وتطلعين على
طول!!
زهرة ليلكـ :
أممم طيب تآمرني على شيء
مسيو
مشعل :
لا سلامتك..أنتي تآمرين
شيء!!
زهرة ليلكـ:
الله لا يحدني || ليلكـ || 008

مشعل :
آمين..
زهرة ليلكـ :
|| ليلكـ || Sm12

ممكن أطلع؟
مشعل :
أيه الله معك..
جلست شوي بدون ماتكتب وهي
تفكر
(وناسة في أحد يحس بغيابك ويفقدك..ويجلس كل هالوقت
بأختياره معك)
مع
السلامة.

||
إنتهت الإجازة ورجعت ريما للدوام كان يوم
خميس..
وعندها مناوبة..ماشافته على مكتبه الصبح وتذكرت ان إجازته
خميس
وجمعه..فيه شيء في رأسها يقول اليوم السبت يمكن تعودت
على أن البداية تكون
بالسبت!! وهي تفكر ماحست بنفسها
إلا عند مكتبه شدتها شهادة التقدير لآخر تصميم
فاز فيه القسم
دخلت وهي مبتسمة تذكرت المحادثة اللي كانت بينهم قبل
اسبوع..
سرحت شوي وماكنت تبي أحد يشتتها أكثر ماهي مشتته كل ماتذكرته
أحياناً
تحس أن فيه شخص بيلتحم فيك من شدة ماهو سرحان فيك يتأملك..
تشعر فيه و تتيقن لما
تلتفت وتلقاه نفسه هو اللي تفكر فيه..
من متى وأنت
هنا؟؟
الحمدلله على السلامة..ممكن تجاوبيني أنتِ || ليلكـ || S_45

؟؟
اه صحيح (وهي تأشر على اللوحة
ومرتبكة) كنت ماره آخذ أوراق
وأنتبهت للشهادة ..(ياربي ودي اروح
اللحين)
( || ليلكـ || Biggrin

أنا بعد أبيك تروحين أخاف تفضحني
عيوني)
إن شاء الله مايكون آخر إنجاز للمجموعة..
إن شاء الله يلا بالتوفيق عندي ملفات تنتظرني على أحر من الجمر
برجع لها..
أشوفك على خير..
(وهو مبتسم صرنا نعرف
نختم مثل الناس || ليلكـ || 038

)
معليش
بس ليش تضحك ؟
ابد تذكرت شغلة المهم أنا بعد راجع آخذ
لي أوراق وبطلع اللحين
تآمرين على شيء؟؟
(استحت وتذكرت المحادثة ) لا سلامتك..
طلعت من المكتب بس باقي عطرها ما كان عطر فرنسي يشترونه الملايين
لا
كان عطر خاص فيها كانت وجود في قارورة عطر إذا أجدت التعبير..
طول حياتي كان
عندي أيمان أن فيه وحدة تستحقني وتنتظرني..
وأنا بعد لها بالمثل..ماكانت لي
علاقات وما تستهويني علاقة من الأساس
كل مافيها سراب معي اليوم وبكرة مع غيري
وعمرها ماراح تكون لي..
ليش أهدر أحساسي وفيه اللي يستحقه وفي النور..
قناعة
مؤمن فيها..
كان فيه مضايقات من بعض الموظفات بالشغل..
كل ممنوع مرغوب يمكن!!
ولما اقابلهم بالصد تقريباً أكون عدوها
لدرجة أختلاق المشاكل والتشكي عند
الإدارة!!

مرت الأيام..
وأحساس مشعل تجاه ريما يوم عن يوم يتأكد له
جمع معلومات عن عائلتها وسأل
بعدها قرر..
سافر للشرقية مع أمه..وأخوه الكبير
كانت هي برضو في إجازة..
تقدم لها..وكان جداً مرحب
به..
ريما حبت أم مشعل وارتاحت لها وكان اللقاء
إيجابي..

||
كانت تحس بغبطة و جل اللي تفكر فيه أن اللي يصير لها أشبه
بمعجزة..
وشيء مو كل يوم يكون..
كونها بتتزوج من الإنسان اللي تميل
له..
وهي في ها العمر وبتكون أسرة
بعيد عن ضغوط المجتمع ونظرته التعسفية
للطبيبة..
أشبه لها بحلم..

إنتهت المهلة
مر أسبوع..ومشعل ينتظر
إتصال من أخوها عبدالله
علشان يقول رأي ريما في
الزواج..

يطالع بالجوال ويتأكد من الخدمة..كل شوي
ترن ترن
ترررين
يالوه هلا عبدالله..
والله
ياشيخ أنك رجال..
صدق الحمدلله وأنا جالس 30 سنة أبي
أحد يجاوبني على ها السؤال || ليلكـ || Biggrin

لا توترني
متى بتجي تآخذها بس وتفكنا منها..
اللحين
لوماعندكم مانع ؟
|| ليلكـ || Biggrin

ماشاء الله
ماتلعب يالنسيب..
ريما بعيوني والله يقدرني
أسعدها..
مايحتاج لو مو متأكدين من ها الشيء ما زوجناك
زهرتنا..

كنت أرد على اخوك بردود تلقائية بدون
ما أفكر..
لأن فكري وقتها مشغول في ترجمة فكرة قربك مني..
شعور
كبير..
أحبك..

رجعت ريما للدوام
والخاتم يزين إصبعها..
كان فيه غيرة وردية وغبطة من بعض زميلاتها..
والموظفات
بالمستشفى..
وبفضول البعض يسال وش صار؟؟
تكتفي ريما
وقتها بممارسة عادتها القديمة وتسرح
بردود دبلوماسية تحتفظ بالإطالة لحضن
الفرح
اللي جمعها بمشعل في ليلة من ليالي العمر..
لذكرى حفل
المِلكه..
كانت طقوسه
بنفسجية بتفاصيل اللون وبتدرجاته..
ليلة بسيطة
وحالمة بشهادة الجميع..
بدأت بتاجها الأسود المتموج تزينه زهرات ليلكـ..
وبفستان موف بدون أكمام يرتدي جسدها النحيل
برشاقة..
بذيل متناثرة فيه حبات اللؤلؤ ورسومات بالأبيض والبنفسجي..
عقد لؤلؤ
وزهور ليلكـ
ملفوف على يدها اليمين
ونازل على
شكل مسكة أنيقة ..
مكياج تضيف له ملامحها ويزيدها وضوح..
كانت بأجمل
حُلة..
وبسببه كانت له..

بعد فترة قصيرة من الملكة كان الزواج..

||

بعيد عن أي
أوراق ملخبطة..
أو غشاوة.. الرؤية كانت بينهم واضحة..
والمشكلة تؤد نفسها
بنفسها..الاحتواء
كان إيقاع علاقتهم..

يااااه
(وهي تهمس)أتلذذ بذكرياتي معاكـ
أحس المدة اللي راحت كأنها حلم وتو أصحى منه
ويوم عن يوم أتذكر جزء وأحاول أحكيه لأحد..
بس مو أي أحد يمكن بس صديق يحب لي
الخير ..
لأنك حلم سعيد..وتحقق..

||

ريما اليوم 15 انتي تحبين ها الليلة من كل شهر خليني
أطلعك
لحديقة المستشفى..
تكفين يمه مايصير تحبسين نفسك بها
الغرفة..
أللتفت ريما لأمها..وعيونها مليانه دموع..
حضنت نفسها وتغطت
بالبطانية وهي تبكي بحسرة..

نغمة رسالة جديدة يفتح مشعل
جواله..
المرسل: ليلكـ
حبيبي شفت القمر الليلة ؟
اشوفه كل ليلة..

صورت له القمر..
وكذا
صورة ..وأرسلتهم له..
حلوة الصور..
كم صورة وصلتك؟
اربع صور والخامسة
صورتك؟!!
ما أرسلت لك صورتي!
إلا ارسلتي تأكدي
رجعت للرسائل المرسلة || ليلكـ || Confused

وتأكدت اربع
صور والخامسة صورة القمر..
|| ليلكـ || Biggrin

يعني انا
القمر؟
ايه أنتِ
أدري || ليلكـ || Biggrin

..
علاقتها بالقمر الكل
عرفها..
وعرف سرها..

فجأة بلا مقدمات مرض مشعل..
فايرس
بالكبد..وتحول لورم سرطاني..
في 3 شهور خسر وزنه وبشكل رهيب..
ومع ذلك كانت
ريما بجنبه..تحاول تبعد
بقدر الإمكان عن صناعة
الأحزان..
وكانت تكرر :
بكرة يوم
جديد..
جديد بس بنفس نكهة المرض..
(تمد يدها لعيونه) سكر عيونك غلاي وتذكر لحظاتنا
الحلوة..
صعب لما تتألم تتذكر لحظة حلوة..أنا أتألم
(وهو يمسك يدها بقوة)

بدأ في العلاج الإشعاعي للورم وكانت المشرفة
على حالته ريما..
بالرغم من أن الإستشاري إبراهيم
عرض عليها يتكفل بالإشراف على حالة مشعل..
وتآخذ إجازة بس رفضت تبغى تكون بقربه
على طول..ليين فقدت التركيز..
وأعفاها المستشفى عن حالته..
جلس مدة منوم وطلع
بعدها للبيت علشان يغير جو..ويشوفونه أهله
كانت تسوي أكله بنفسها وتتكلم معه عن
الأشياء اللي يحبها..
وتمنع دموعها تطلع قدامه..حتى من وراه..
كان الأمل
عندها كبير ..
بجنب سريره وعلى الأرض يسرقها النوم منه للحظات قصيرة
وتتفاجأ
بصوته يأذن مع الإمام..
ويصلي وهو نائم..بدأ مشعل يفقد جزء من عقله..
كان
يهذي ..
حضنت يده وذابت عليها وبوهن.
يالله..يالله
فتح عيونه..
ريمي..لو الموت في هالكأس شربته أرتحت ريحتكم مني..
( تمد اصابعها النحيلة لفمه)
إن لله وإنا إليه لراجعون..
لا
تقول كذا بترجع مثل قبل وأحسن هذا إبتلاء (وبشر الصابرين)

ماكان يأكل
من يد أحد ولا يفتح عيونه ليمن تجي هي ..
الكل..أحبابه وأصحابه زاروه كأنهم
يودعونه..
كانت عنده مراجعة طلب منها قبل المستشفى يطلع لأي مكان مفتوح
يشوف
السماء منه..
أتصلت ريما على أخوها عبدالله واللي
كان هو وأهلها بالرياض
علشان يطمئنوا عليهم..
وطلبت منه أنه يطلع مع مشعل لـ
مكان مفتوح..
كان يوم 13 والقمر يزين السماء..لما نزلوه من السيارة على
العربية..
عبدالله وأخوان مشعل..
كان منزل عيونه وراسه ومنحني وشماغه يغطي
رأسه ومناكبه..
رفع رأسه لفوق وطاح الشماغ منه وجلس يطالع
بالقمر..

مايقدر يتكلم الكلام يتعبه..
بمقاومة حركـ شفايفه بصوت
خافت..
رجعوني للسيارة
أول ما وصل المستشفى كانت
هناك تنتظره..
سهرت ذيك الليلة بجنبه وهي تطالع فيه
وتتحسس آثار الأبر بيده
ما تخثرت
جسمه متنفخ والورم أنتشر في جسمه وصل لظهره..
وبسبب المرض تحول لجسم
ثاني مايشبه لمشعل..
بس روحه موجوده تحس بنبضها..
نامت على الكرسي..
صحاها
ألم فضيع في أسنانها..
خذت مهدئات ومضادات ومانفع..
وهي جالسه باين عليها
التعب..
بعد ماسمع عبدالله يقول لها روحي لعيادة الأسنان وأنا بجلس عنده
وسمع
رفضها..
(اللتفت عليها ومسك يدها اللي بكفه )
روحي..
بعدين بروح خليني
بجنبك..
حركه راسه بـ لا..
ونام..
راحت للعيادة وشالو
العصب..
بكرة موعد ثاني علشان الحشوة لا
تنسين..
دكتورة معليش اليوم
تخلصين..
لا مايصير || ليلكـ || Sm4

ياعسل..
بكرة إن شاء الله
علشان يخف الالتهاب..
سكتت ريما وطلعت من
عندها مباشرة للمستشفى..
تطمنت عليه وحست بنوم ثقيل رجعت للبيت..

الساعة
9 الصباح..الجو كان غريب
وهادئ أخذت الجوال واتصلت على عبدالله
وش صار؟؟
جات له سكته البارحة
..واللحين معطينه مسكن..
وأنا ويني ليش ماصحيتني
؟؟بجي اللحين..
لا وش يجيبك عمانه وأخوانه كلهم
هنا..
بطمنك بالجوال..
لا تكفى بجي لو أجلس
بمكتبي أهم شيء أكون قريبه..
لحظة بس..
هذا
الإستشاري كلميه وتطمني بنفسك..
سألت وتطمنت عليه..

العصر
مرت على عيادة الأسنان قبل لا تروح للمستشفى
دخلت على الطبيبة وتمددت على
الكرسي..
انتبهت للتقويم..
اليوم 15 وما قدرت إلا أنها تبتسم..
بدت
الطبيبة تسولف مع الممرضة..
مو مصدقه الدكتور علي سافر
مصر؟؟
وفجأة بدون مقدمات..
تعرفي دائماً مايروح إلا الناس الطيبة الناس
السيئة تبقى..
هنا سرحت ريما..وتعوذت من
الشيطان..
طلعت على صلاة المغرب من العيادة وصلت بغرفة إنتظار النساء
وبسكون
فاق الكون كله..
خذت شنطتها فتحتها علشان ترد على الجوال..
عبدالله هلا..
أمي تبي السواق وراح
لها أنا أنتظرك برى خلصتي؟
أيوه خلصت.. زين علشان
نروح لمشعل سوا..

سكرت باب السيارة ..
عبدالله هادئ
وسرحان..
بنرجع للبيت
أي بيت
؟؟
بيتكم..
ليش؟؟
ترى مستحملتك من الصبح..بتوديني للمستشفى
والحين..
يابنت الحلال بس بنمر البيت وبشوف يمكن الأهل
يحتاجون شيء
لأن من الفجر وأخوان مشعل بالمستشفى..
طيب ترى مو نازلة من السيارة..
لاحول
ولاقوة إلا بالله..

شدتها السيارات الكثيرة عند
الباب..
وش السالفة؟؟
رد علي..
عبدالله رد علي(
وهي تشد ذراعه)
نزلت وبخطى ثقيلة..
هذا القدر..يومه
ومكتوب..

من ملامحكم باين كل شيء
أتحدى
أحد يقول مات..اللي مثل مشعل مايموت
يكون عايش بنبضي أتنفسه..وأحس
به..
دارت الأشكال عليها..والوجيه..
ذابت أطرافها وسقت الأرض
بدموعها..
أغشى عليها..وهالمرة صدق وماكان موجود
يساعدها..

لما صحت..
انتظرته يدخل عليها بزهور ليلكـ
لكن تأخر..

تنتظر وجهه من بين كل الوجيه
حولها
وتسترق السمع يمكن تسمع ذبذباته..

أناني أحساس الفقد..يفرض
نفسه وبقوة..
ويجردنا من أي شيء سواه..

دمعة تنهي الجدال وتحسم
الموقف..
رحل..

رحل وخلف وراءه
رسالة بسيطة إن الحياة
مستمرة..

وش بتسمين البنت..
بسميها ليلكـ
ومن نبضه..
آخر زهرة ليلكـ
تلهيني عن غيابه..

ليلكـ
ذكرى لاتموت..تسقيها أطيافك..
ظننت أن للفرح
عمر قصير..
لكن ليلكـ كانت مداد لوجودك في فصول
حياتي..
تلون بسماتها أفقي..
تشبهك بتفاصيلكـ
تنظر للقمر من نافذة
السيارة
وتشد يدي ببراءة..
أمي القمر يلاحقني!!

إنتهى..